الأخ

كلمة المخرج

يعيش شقيقان مسنان معا في شقة ورثاها عن والدتهما، لكنهما لا يتحدثان إلى بعضهما. هذه القصة الحقيقية تلاحقني. رغم أن الخلاف حول الميراث أمر شائع، إلا أن ذلك يجعلنا نطرح سؤالا وجوديا. لماذا يصبح الإنسان في حالة بدائية عندما يجد نفسه في مواجهة خطر ما؟
من الواضح جدا أن هذه الحكاية تنطبق على جزء كبير من تاريخ لبنان حيث تمثل "سلسلة لا نهاية لها" وتصور حالة عدم الارتياح التي يعيشها شعب بأكمله، ماضيه المضطرب، نزاعاته المتعددة، وحروبه الأهلية.
يذكرني هذا الأمر بنص كتبه ويليام ماكلور تومسون، وهو مبشر بروتستانتي وصف لبنان بطريقة معاصرة رغم أن كتاباته قديمة وتحكي عن رحلات تعود لعقد الثلاثينات من القرن التاسع عشر. نفس النزاعات. نفس العداوات. هل يمكن أن يكون ذلك لعنة حقيقية أم مجرد طبيعة بشرية؟
هكذا تولدت فكرة هذا الفيلم لدي. الرغبة في التعمق في دراسة حالة إلى أقصى مستويات الدقة؛ إن تدمير الآخر، القريب، قد يكون في نهاية الأمر تدميرا لا مناص منه للذات. إنها صورة معاصرة لقصة قابيل وهابيل.